أظهرت دراسة بريطانية أن الفجوة العمرية بين الأخوة تؤثر سلبا على شخصية الطفل الثاني.
و كشفت أن الطفل الثاني -أي الأصغر سنا في الأسرة المكونة من طفلين- يُظهر نسبا أعلى في صفات العصبية والسلوك غير المنظم.
وأوضحت الدراسة أيضا أن الطفل الثاني يكون أكثر انطوائية، كلما ازدادت المسافة العمرية مع الأخ الأكبر.
ورصد الباحثون في الدراسة البريطانية أنه حتى في الفوارق العمرية التي تتراوح بين عامين وأربعة أعوام، كان لدى الطفل الأصغر قدر أقل من الثقة بالذات ويتصرف على نحو غير اجتماعي بصورة أكبر.
ولكن الدراسة أظهرت أن هذه الاختلافات لا تؤثر على النجاح التعليمي أو المسار الوظيفي لدى الأطفال الأصغر.
ومن أجل فحص التأثيرات الناتجة عن الفجوة العمرية بين الأخوة، اختار الباحثون 4114 طفلا هم الأصغر في الأسر المكونة من طفلين. وأوضح هارتموت كاستن -الباحث بجامعة ميونيخ الألمانية- أنه من وجهة نظر علم نفس النمو يبلغ الفارق العمري المثالي بين الطفلين ثلاثة أعوام، إذ عادة ما يتراجع الارتباط الوثيق بين الطفل وأبويه، ولا سيما أمه، بعد إتمامه العام الثالث، حيث يبدأ الطفل بالانشغال بمهام خاصة به كالذهاب إلى روضة الأطفال.
ورغم أنه كلما قل الفارق العمري بين الطفلين زادت فرصة تقاربهما ونشوء علاقة صداقة قوية بينهما إلى جانب علاقة الإخوة، إلا أن ذلك غالبا ما يتسبب في زيادة التنافس بينهما أكثر مما يكون بين الطفلين اللذين يقدر الفارق العمري بينهما بأربعة أعوام أو أكثر، بحسب كاستن الذي أوضح أن الأمر قد يصل إلى أن يغار الطفلان من بعضهما البعض لأتفه الأسباب، وخاصة إذا ما كانا من نفس الجنس.
وقال خبراء إنه حين يكون الفارق في العمر بين الأبناء من سنتين إلى 4 سنوات، يتمكن كل طفل من الحصول على كفايته من الدلال. يشار إلى أن العديد من الدراسات الحديثة أكدت أن موقع الفرد في العائلة سواء كان المولد الأول أو الأوسط أو الأخير يؤثر على شخصيته المستقبلية، وعلى وجهة نظره الاجتماعية، واحتمالات أن يرسل إلى مدرسة خاصة وحتى على النقود التي سيجنيها عندما يكبر.
وأوضحوا أن الطفل الأول يشعر بنفس مشاعر القوّة والسلطة مثل أبويه، ويتعزز لديه هذا الشعور لاحقا، كما أنه، يشعر بالحاجة إلى الدفاع عن مركزه في فترة الطفولة ولاحقا في البلوغ فينمو محبا للسيطرة ولفرض آرائه على الآخرين بقوة.
ونبهوا إلى أن الأشقاء الأصغر سنا يمتازون بتحدي هذه السلطة، والرغبة في الثورة، واختبار التجارب الجديدة مبكرا في الحياة بهدف لفت انتباه الآباء والأمهات.